خرج محمد صلى الله عليه وسلم و هو طفل لايتجاوز عمره الخمس سنوات يلعب مع عبد الله بن الحارث ابن مرضعته حليمة السعدية
و بعد قليل عاد عبد الله و هو خائف و فى أشد الخوف و قال لأمه خبرآ مثيرآ
فقد قال لها : لقد جاء رجلان عليهما ثياب بيض فطرحا محمدآ أرضآ و شقا صدره و أخرجا منه شيئآ ثم خيطاه بعد ذلك .
يقول القرآن الكريم : [ ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذى أنقض ظهرك ] سورة الشرح الآيات 1 _ 3 .
كان اليتيم هو أول ابتلاء لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فلقد مات أبوه قبل أن يو لد كما ماتت أمه و هو فى سن السادسة من عمره
وهذا الابتلاء له حكمة بالغة من قبل الحليم العليم و هو لكيلا ينشأ ليقول أبى أبى أو أمى أمى بل ليقول ربى ربى .
و تولى تربيته بعد و فاة أمه جده عبد المطلب ثم لم يلبث فمات هو الآخر و كان عمره صلى الله عليه و سلم ثمان سنو ات
فكلفه عمه أبو طالب و كان به رحيمآ يعطف عليه و يعامله كأحد أولاده بل كان يعامله أفضل مما كان يعامل أولاده
و لقد أشتغل محمد صلى الله عليه و سلم فى بداية حياته برعى الغنم و عندما كبر و سار شابآ يافعآ عمل بالتجارة و تميز منذصغره بالصدق و الامانة
حتى أن قومه اطلقوا عليه الصادق الامين و تحلى محمد صلى الله عليه و سلم منذ صغره بمكارم الأخلاق
فتجنب العادات السيئة و التى كانت منتشره بين قومه كشرب الخمر و لعب القمار و الميسر و حضور مجالس اللهو .
و لقد اختارته السيدة خديجة بنت خو يلد للأشراف على تجارتها فى الشام فأعجبت بأمانته و أخلاقه وقد تزوج منها محمد صلى الله عليه وسلم
و هو فى سن الخامسة و العشرين من عمره و أنجبت له البنين و البنات .
و لم يعش منهم فى حياة النبى صلى الله عليه و سلم الا ابنته فاطمة الزهراء والتى تزوجت ابن عمه على ابن أبى طالب .