0000
عدد المساهمات : 815 تاريخ التسجيل : 27/06/2012
| موضوع: قبيل رمضان نهتم بتجديد بيوتنا الإثنين يوليو 02, 2012 3:38 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
قبيل رمضان نهتم بتجديد بيوتنا
عندما يقترب شهر رمضان وبمطلع شهر شعبان يهتم الناس بتجديد بيوتهم بالترميم والدهانات الجديدة والأثاث الجديد والأواني الجديدة بل ويتنافسون في ذلك , طبعا أنا لا أحرم هذا الأمر أو أدينه فللإنسان كل الحق أن يجدد بيته ويزينه شريطة أن لا تكون سنة تسن قبيل كل رمضان فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يسن لنا هذه السنة فلا نتخذها نحن سنة .
ها هو شهر رمضان يطرق الأبواب ليهل علينا بما أودعه الله فيه من خير وفضل وها نحن نستقبله بتجديد البيوت وتزينها بكل ما هو جميل وجديد وأشغلنا أنفسنا في ذلك بل وكأن ذلك هو محور اهتمامنا , وغفلنا أو تغافلنا عن تجديد الإيمان في قلوبنا وهو الأولى بالتجديد دوما فالإيمان وميض مشع إذا تناسيناه وأهملناه خفت نوره وإذا تركناه انطفئ .
إن شهر رمضان شهر لتجديد الإيمان ولبذل جهد أكبر في العبادات والطاعات , شهر للصيام والقيام وتلاوة القرآن فلا تغرنا الدنيا وننسى تجديد الإيمان في قلوبنا ففي هذا الشهر الكريم تتنزل الرحمات والنفحات فلا نضيع فرصة اغتنامه بالتقرب والتوبة وتجديد العهد مع الله .
إننا عند قدوم شهر رمضان نسارع للأسواق ونتسابق في شراء أصناف الأطعمة والأشربة بما يزيد عن حاجتنا حتى أننا لنرمي ما تبقى منها بعد انقضاء رمضان وكأن رمضان مخصص لتزين الموائد بألوان الطعام والشراب وهذا من الإسراف الذي نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , يقول الله تعالى : { كلوا واشربوا ولا تسرفوا } وإن شهر رمضان لا ينبغي أن يكون شهر إسراف وتبذير , فمن المؤسف أن نهتم بغذاء البدن ونطوي غذاء الروح بالكفن , فإن البطون إذا امتلأت بالطعام والشراب تولد منها الدم وتكون مسلكا للشيطان , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : { إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم } لهذا فكثرة الأكل والشرب توسع مجاري الشيطان , وينبغي علينا أن نضيق مجاريه بشيء من الجوع فإذا ضاقت مجاري الشيطان نشطت القلوب وانبعثت بالخيرات وأفعال الصلاح وهنا يشع نور الإيمان في القلوب ويتجدد ونكون قد ضيقنا على الشيطان مجاريه في أجسادنا وجددنا الإيمان في قلوبنا .
أحبتي في الله ليكن استعدادنا واستقبالنا لشهر رمضان استعدادا روحيا واستقبالا قلبيا فإذا استقبلناه بقلوبنا قضينا أيامه ولياليه أجمل الأوقات وأسعدها وأعذبها وإنني لنشعرن بذلك على مدار العام ولنتمنى أن كل الشهور رمضان , فلنجدد بيوتنا ولكن الأجدر أن نجدد في قلوبنا الإيمان .
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
| |
|