0000
عدد المساهمات : 815 تاريخ التسجيل : 27/06/2012
| موضوع: استقبال عام هجري جديد الجمعة نوفمبر 16, 2012 4:17 pm | |
| نودع عامًا هجريًا ونبدأ عامًا جديدا،
كل عام وانتم بخير
المحلات آخر السنة تقفل ابوابها للجرد السنوي لمعرفة الارباح والخسائر التجارية. وإذا علمنا إن التجارة الرابحة هي التي تكون مع الله ، ما هي نتائج الجرد السنوي لديك أتمني لك أن تكون رابح كبير
انقضت صفحة من صفحات حياتنا، ولا ندري هل سودناها بسوء أعمالنا، أم بيضناها بصالح الاعمال..المسلم الصالح تكون له وقفات دائمة مع نفسه ليحاسبها ويصحح مسيرته ويتدارك خطأه، .، كما قال الله تعالي (إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوء إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبّي) يوسف: 53 . ومن هنا كان لزاماً علي كل عبدٍ يرجو لقاء ربّه أن يطيل محاسبته لنفسه، وأن يجلس معها جلسات طوالاً؛ فينظر في كل صفحة من عمره مضت: ماذا أودع فيها. فكيف لا يحاسب العاقل نفسه ما هذه المساهلة إلا عن الغفلة والخذلان وقلة التوفيق نعوذ بالله من ذلك المحاسبة كما قال الماوردي: أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محموداً أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن، وانتهي عن مثله في المستقبل ، يقول ابن القيم رحمه الله : المحاسبة أن يميز العبد بين ماله وما عليه فيستصحب ما له ويؤدي ما عليه؛ لأنه مسافرٌ سَفَرَ من لا يعود . وأما الحارث المحاسبي فقد عرّفها بقوله: هي التثبّت في جميع الأحوال قبل الفعل والترك من العقد بالضمير، أو الفعل بالجارحة؛ حتي يتبيّن له ما يفعل وما يترك، فإن تبيّن له ما كره الله عز وجل جانبه بعقد ضمير قلبه، وكفّ جوارحه عمّا كرهه الله عز وجل ومَنَع نفسه من الإمساك عن ترك الفرض، وسارع إلي أدائه لمحاسبة النفس فوائد كثيرة متعدّدة: 1- فمنها أن غيابها نذير غرق الأمة في لجج من بحار الفساد والتيه المنتهية بنار وقودها الناس والحجارة، وأن الفساد في الدنيا إنما يكون ظاهراً جلياً حينما لا يتوقع المجتمع أو الفرد حساباً، لا يتوقع حساباً من رب قاهر أو من ولي حاكم أو من مجتمع محكوم أو من نفس لوامة، وحينما لا يتوقع المجتمع والفرد حساباً علي تصرفاتهم فإنهم ينطلقون في حركاتهم كما يحبون ويموجون كما يشتهون وكما تهوي أنفسهم فيتقلبون علي الحياة ودروبها بلا زمام ولا خطام فيتشبهون بأهل النار من حيث يشعرون أو لا يشعرون (إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً) النبأ: 27-28 . ومنها الاطلاع علي عيوب النفس ونقائصها ومثالبها، ومن اطلع علي عيوب نفسه، أنزل نفسه المنزلة الحقيقة لا سيما إن جنحت إلي الكبر والتغطرس.وما من شك أنّ معرفة العبد قدر نفسه يورثه تذلّلاً لله وعبودية عظيمة لله عز وجل، فلا يمنّ بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر. قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتي يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلي نفسه فيكون لها أشدَّ مقتاً). - ومنها - أن يتعرّف علي حق الله تعالي عليه وعظيم فضله ومنّه؛ وذلك عندما يقارن نعمة الله عليه وتفريطه في جنب الله، فيكون ذلك رادعاً له عن فعل كل مشين وقبيح؛ وعند ذلك يعلم أن النجاة لا تحصل إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، ويتيقّن أنه من حقّه سبحانه أن يطاع فلا يعصي، وأن يُذكر فلا يُنسي، وأن يُشكر فلا يُكفر. - من فوائد المحاسبة كذلك أنها تزكي النفس وتطهرها وتلزمها أمْر الله تعالي . قال تعالي: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس: 9-10 . وقال مالك بن دينار: رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ألستِ صاحبة كذا؟ ثم ذمّها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائداً . - المحاسبة تربّي عند الإنسان الضمير الحي داخل النفس، وتنمّي في الذات الشعور بالمسؤولية ووزن الأعمال والتصرّفات بميزان دقيق هو ميزان الشرع. 6- قال ابن القيم رحمه الله وهو يحذر من إهمال محاسبة النفس فيقول: أضرّ ما علي المكلّف الإهمال وترك المحاسبة، والاسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتُها؛ فإن هذا يؤول به إلي الهلاك، وهذا حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب، ويمشّي الحال، ويتكل علي العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأنسَ بها وعسر عليه فطامها . وإذا كان أرباب الأعمال وأرباب الدنيا يجعلون المحاسبة والتدقيق والمراجعة من أهم مراحل العملية الإدارية، فبدون هذه المراحل تكون المنشأة عرضة لفشل محقق، فما بالكم بهذا الإنسان المسكين الضعيف الذي يقطع مراحل حياته ليلقي ربه، فإما فوز ونجاة، وإما خسارة وعذاب. يقول الله تبارك وتعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) الحشر: 18 .. قال صاحب الظّلال: وهو تعبير كذلك ذو ظلال وإيحاءات أوسع من ألفاظه، ومجرّد خطوره علي القلب يفتح أمامه صفحة أعماله بل صفحة حياته، ويمدّ ببصره في سطورها كلّها يتأمّلها، وينظر رصيد حسابه بمفرداته وتفصيلاته لينظر ماذا قدّم لغده في هذه الصفحة. وهذا التأمّل كفيل بأن يوقظه إلي مواضع ضعف ومواضع نقص ومواضع تقصير مهما يكنْ قد أسلف من خير وبذل من جهد؛ فكيف إذا كان رصيده من الخير قليلاً ورصيده من البرّ ضئيلاً؟! إنها لمسةٌ لا ينام بعدها القلب أبداً، ولا يكفّ عن النظر والتقليب . قال الحسن البصري في تفسير قول الله عز وجل: (وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة) القيامة: 2 . لا يُلقي المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردتُ بكلمتي؟ ماذا أردتُ بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والفاجر يمضي قُدُماً لا يعاتب نفسه . ويقول الله عزّ وجلّ في وصف المؤمنين الذين يحاسبون أنفسهم عند الزلّة والتقصير ويرجعون عمّا كانوا عليه: (إنَّ الَذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُم مُّبْصِرُونَ) الأعراف: 201 . قال الفاروق عمر رضي الله عنه : (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا . ويصف الحسن البصري المؤمن بقوله: المؤمن قوّام علي نفسه يحاسبها لله، وإنّما خفّ الحساب علي قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنّما شق الحساب يوم القيامة علي قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة . ويقول ميمون بن مهران: إنه لا يكون العبد من المتقين حتي يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة شريكه . فإن قال قائل يا عباد الله: كيف تكون محاسبة النفس؟ فالجواب: محاسبة النفس لها طرائق متعددة، كل يجتهد في الطريقة الأنسب،وهنا نشير إشارات مختصرة. بين بعض العلماءأن المحاسبة تكون علي نوعين: النوع الأول: محاسبة قبل العمل، وهي: أن يقف عند أوّل همّه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتي يتبيّن له رجحانه علي تركه. قال الحسن: كان أحدهم إذا أراد أن يتصدّق بصدقة تثبّت؛ فإن كانت لله أمضاها، وإن كانت لغيره توقّف . قيل لنافع بن جبير: ألا تشهد الجنازة؟ فقال: كما أنت حتي أنوي، ففكر هنيهة، ثم قال: امض . النوع الثاني من أنواع المحاسبة يا عباد الله: المحاسبة بعد العمل، وهي علي أقسام ثلاثة: أ- محاسبتُها علي التقصير في الطاعات في حق الله تعالي وذلك يكون بأن يديم سؤال نفسه: هل أديتُ هذه الفريضة علي الوجه الأكمل مخلصاً فيها لله ووفق ما جاء عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم-؟ فإن كان مقصّراً وأيّنا يسلم من ذلك؟ فليسدّ الخلل بالنوافل فإنها تُرقّع النقص في الفريضة وتربي لدي العبد جانب العبادة، وبالمجاهدة وكثرة اللّوم يخفّ التقصير في الطاعات إلي درجة كبيرة. ب - القسم الثاني من المحاسبة بعد العمل محاسبة النفس علي معصية ارتكبتها: قال ابن القيم في ذلك: وبداية المحاسبة أن تقايس بين نعمته - عز وجل - وجنايتك؛ فحينئذٍ يظهر لك التفاوت، وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمتُه أو الهلاكُ والعطب. وبعد أن يحاسب نفسه هذه المحاسبة ويجلس معها هذه الجلسة المطوّلة فإنه ينتقل إلي الثمرة والنتيجة ألا وهي العمل علي تكفير تلك المعصية، فيتدارك نفسه بالتوبة النصوح وبالاستغفار والحسنات الماحيةِ والمذهبة للسيئات. قال سبحانه : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ ذلِكَ ذِكْرَي لِلذكِرِينَ) هود: 114 . فبذلك السبيل وأشباهه من المحاسبة يكون المرء صادقاً في محاسبته نفسه علي ارتكاب المعصية والذنب. ج - محاسبتها علي أمرٍ كان تركُه خيراً من فعله، أو علي أمرٍ مباح، ما سبب فعلِه له؟ فيُوجّه لنفسه أسئلة متكرّرة: لِمَ فعلتُ هذا الأمر؟ أليس الخير في تركه؟ وما الفائدة التي جنيتها منه؟ هل هذا العمل يزيد من حسناتي؟ ونحو ذلك من الأسئلة التي علي هذه الشاكلة.وأمّا المباح فينظر: هل أردت به وجه الله والدار الآخرة فيكون ذلك ربحاً لي؟ أو فعلتُه عادةً وتقليداً بلا نيّةٍ صالحة ولا قصدٍ في المثوبة؛ فيكون فعلي له مضيعة للوقت علي حساب ما هو أنفع وأنجح؟ ثم ينظر لنفسه بعد عمله لذلك المباح، فيلاحظ أثره علي الطاعات الأخري من تقليلها أو إضعاف روحها، أو كان له أثرٌ في قسوة القلب وزيادة الغفلة؛ فكلّ هذه الأسئلة غايةٌ في الأهمية حتي يسير العبد في طريقه إلي الله علي بصيرة ونور. أورد أبو نعيم بسنده عن الحسن قوله: إنّ المؤمن يفجؤه الشيء ويعجبُه فيقول: واللهِ إنّي لأشتهيك، وإنّك لمن حاجتي؛ ولكن واللهِ ما من صلةٍ إليك، هيهات!! حيل بيني وبينك. ويفرط منه الشيء (يقع في الخطأ) فيرجع إلي نفسه فيقول: ما أردتُ إلي هذا، وما لي ولهذا؟ ما أردتُ إلي هذا، وما لي ولهذا؟ واللهِ ما لي عذرٌ بها، وواللهِ لا أعود لهذا أبداً إن شاء الله . إن المؤمنين قومٌ أوثقهم القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم، إن المؤمن أسير في الدنيا يسعي في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتي يلقي الله عز وجل يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كلّه وبالجملة؛ فلا بُدّ للمسلم من دوام محاسبة النفس، ومعاتبتها وتذكيرها كلّما وقعت منها زلّة أو جنحت إلي حطام الدنيا الفاني. نماذج من محاسبة السلف لأنفسهم. إن سلفنا الصالح ضربوا أروع الأمثلة في محاسبة النفس، مما لو حاولنا أن نستقصيه لطال بنا المقام، ولعجزنا عن ذلك، لأن أولئك القوم ارتبطت قلوبهم بالله؛ فكانوا أجساداً في الأرض وقلوباً في السماء، وما إن يحصل من أحدهم تقصير أو زلّة إلا ويسارع في معالجة خطئه، ومعاقبة نفسه علي ذلك؛ حتي لا تكاد تأمره نفسه إلا بخير. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً وخرجت معه حتي دخل حائطاً فسمعتُه يقول وبيني وبينه جدار : (عمر!! أمير المؤمنين!! بخٍ بخٍ، واللهِ بُنَيّ الخطاب لتتقينّ الله أو ليعذبنّك). وجاء رجل يشكو إلي عمر وهو مشغول فقال له: أَتَتْركون الخليفة حين يكون فارغاً حتي إذا شُغِل بأمر المسلمين أتيتموه؟ وضربه بالدرّة، فانصرف الرجل حزيناً، فتذكّر عمر أنه ظلمه، فدعا به وأعطاه الدرّة، وقال له: (اضربني كما ضربتُك) فأبي الرجل وقال: تركت حقي لله ولك. فقال عمر: (إما أن تتركه لله فقط، وإما أن تأخذ حقّك) فقال الرجل: تركته لله. فانصرف عمر إلي منزله فصلّي ركعتين ثم جلس يقول لنفسه: (يا بن الخطاب: كنتَ وضيعاً فرفعك الله، وضالاً فهداك الله، وضعيفاً فأعزّك الله، وجعلك خليفةً فأتي رجلٌ يستعين بك علي دفع الظلم فظلمتَه؟!! ما تقول لربّك غداً إذا أتيتَه؟ وظلّ يحاسب نفسَه حتي أشفق الناس عليه). وقال إبراهيم التيمي: مثّلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها، ثم مثّلتُ نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفس أيّ شيء تريدين؟ فقالت: أريد أن أُردّ إلي الدنيا فأعمل صالحاً! قلتُ: فأنتِ في الأمنية فاعملي . وحكي صاحب للأحنف بن قيس قال: كنتُ أصحبُه فكان عامةُ صلاته بالليل، وكان يجيء إلي المصباح فيضع إصبعه فيه حتي يحسّ بالنّار ثم يقول لنفسه: (يا حنيف! ما حملك علي ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك علي ما صنعتَ يومَ كذا؟) ونُقِل عن توبة بن الصّمة: (أنه جلس يوماً ليحاسب نفسَه فعدّ عمره فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيّامها فإذا هي واحدٌ وعشرون ألفاً وخمسمائة يوم؛ فصرخ وقال: يا ويلتي! ألقي الملك بواحدٍ وعشرين ألف ذنب! فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب
منقول لعموم الفائدة ربنا لا تسلط علينا بذنوبنا سوط عذاب | |
|
نــســيـــم الــروح
عدد المساهمات : 114 تاريخ التسجيل : 23/10/2012
| موضوع: رد: استقبال عام هجري جديد السبت نوفمبر 17, 2012 5:20 am | |
| | |
|
وسيم Admin
عدد المساهمات : 300 تاريخ التسجيل : 27/06/2012 العمر : 33
| موضوع: رد: استقبال عام هجري جديد الأحد نوفمبر 18, 2012 8:25 pm | |
| | |
|