0000
عدد المساهمات : 815 تاريخ التسجيل : 27/06/2012
| موضوع: تفسير سورة مريم الخميس أكتوبر 11, 2012 8:38 am | |
| تفسير سورة مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 6
( كهيعص * ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا * قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا * وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقرا فهب لى من لدنك وليا * يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا )
1 ـ الحروف فى بداية السور كما أوضحنا من قبل 2 ـ هذا ذكر من الله بعبده زكريا 3 ـ دعى زكريا ربه وهو فى خشوع ورجاء وخجل 4 ـ قال رب إنى كبرت فى السن وضعفت قوتى وشاب شعرى ولكنى تعودت منك الإجابة لدعائى 5 ـ وأخاف الموالى أن يسيئوا التعامل من بعدى مع الناس وليس لى ولد لأن زوجتى لا تنجب وأريد لى وريثا للنبوة ليكمل من بعدى الرسالة والدعوة
ويلاحظ أنه يقصد بالوراثة هى وراثة النبوة وليس المال لأن الأنبياء أعظم من أن يورثوا مالا كما أوضح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
6 ـ ليرثنى ويرث آل يعقوب فى النبوة والرسالة
الآية 7
( يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ) استجاب الله لدعاء نبيه زكريا ونادته الملائكة تبشره بغلام سماه الله يحيى لم يسمى أحد من قبله بهذا الإسم وليس له شبيها مثله
الآيات 8 ، 9 ( قال رب أنى يكون لى ولد وكانت امرأتى عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا * قال كذلك قال ربك هو علىّ هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ) تعجب زكريا بفرحة كيف يرزق الولد وقد كبر فى السن وأصبح شيخا ضعف العظم وكذلك امرأته عاقر لا تلد وعجوز فأجابه الملك : إن هذا على الله يسير وقد خلقك من قبل من لا شئ وهذا أعجب
الآيات 10 ، 11
( قال رب اجعل لى آية ، قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا * فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ) طلب زكريا من ربه أن يجعل له علامة ودليل ليطمئن ويصدق ما وعده به فقال له الملك : علامتك هى أن يمتنع لسانك عن الكلام ثلاث ليال بدون مرض خرج زكريا من معبده شديد الفرح وأشار للناس أن يسبحوا الله فى الصباح والمساء أى طوال الوقت على فضله عليهم وذلك زيادة فى التقرب والشكر لله على أنعمه
الآية 12 ـ 15
( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) وينتقل الحديث عن هذا الوليد يحيى بن زكريا بوصف الله لعبده الذى زكاه وطهره هدية لزكريا الذى عبد وأطاع ربه بإخلاص هنا يأمر الله يحيى بأن يتمسك بنفس طريق ابيه من الطاعة لله والدعوة والإخلاص ويصف يحيى بأنه منحه الحكم والنبوة منذ صغره رحمة وتطهير له فقد كان برا بوالديه مطيعا حنونا ويعده الله بالرحمة يوم أن خلقه ويوم أن يموت ويوم القيامة عند البعث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكانت لزوجة زكريا أختا هى زوجة عمران النبى من أنبياء بنى اسرائيل من سلالة داود وكانت عاقرا فدعا عمران ربه وأنعم عليه بأن حملت زوجته ثم قتله اليهود ووضعت زوجة عمران بنتا سمتها مريم تكفل برعايتها زوج خالتها زكريا وتحمل أذى اليهود من أجلها وأجل دعوته وقتلوه أيضا خوفا على السلطان لأنه بشرهم بقدوم عيسى عليه السلام
وفى الآيات التالية يحدثنا الله عن مريم بنت عمران
الآيات 16 ـ 21
( واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا * قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا * قال كذلك قال ربك هو علىّ هين ، ولنجعله آية للناس ورحمة منا ، وكان أمرا مقضيا )
وقد ذكرنا من قبل قصة ولادتها فى سورة آل عمران عند تفسيرها نشأت فى بنى اسرائيل وكانت عابدة ناسكة وتكفلها زكريا بالرعاية
واعتزلت ( انتبذت ) أهلها وذهبت شرقى المسجد الأقصى واستترت منهم ( اتخذت من دونهم حجابا ) فأرسل الله لها جبريل بصورة انسان فخافت وظنت به سوء لها فتعوذت منه
فقال لها لا تخافى فأنا رسول الله و أرسلنى لأهديك غلام
فتعجبت كيف يكون لها غلام ولم يمسها إنسان ولم تكن بالباغية
فقال لها هذا أمر الله وسيكون علامة للناس على قدرة الله فى الخلق كما خلق آدم من تراب وخلق حواء من ذكر وهو آدم و بلا أم كذلك يخلق عيسى من أنثى بلا ذكر وخلق ذريته من ذكر وأنثى
وهذا من رحمة الله وقد قضى بذلك الأمر ولابد من حدوثه
الآيات 22 ، 23
( فحملته فانتبذت به مكانا قصيا * فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ) ويخبر سبحانه عن حال مريم فقد حملت بالولد بعد أن نفخ الملك فى جيب درعها وخافت من قومها الشك بها شرا فاتخذت مأوى بعيدا عنهم ( قصيا ) وجاء موعد ولادتها واستندت إلى جذع النخلة ، وتمنت الموت ولا تكن بمثل ما حدث لها فهى ستمتحن بهذا الولد ولن يصدقها أحدوتمنت لو كانت شيئا لا يعرفه أحد ( نسيا منسيا )
الآيات 24 ـ 26
( فناداها من تحتها ألا تحزنى قد جعل ربك تحتك سريا * وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلى واشربى وقرى عينا ، فإما ترين من البشر أحدا فقولى إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا )
فناداها جبريل من أسفل الوادى وقال : لا تحزنى فقد جعل الله تحتك نهر صغير وهزى جذع النخلة تسقط عليك بلحا رطبا اجمعيه لتأكلى منه واشربى واهدئى وطيبى نفسا
ومهما رأيت أحد فقولى اننى أنذر الصوم عن الكلام ولن أتحدث مع أحد | |
|