منتدى امة محمد عليه افضل الصلاة والسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى امة محمد عليه افضل الصلاة والسلام

منتدى امة محمد عليه افضل الصلاة والسلام
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية
سحابة الكلمات الدلالية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المواضيع الأخيرة
» وصفات لعلاج نمو الشعر
التربية على الاحتساب Emptyالإثنين مايو 02, 2016 6:47 pm من طرف اميره المصريه

» ماهر زين رقت عيناي شوقا - بدون موسيقى
التربية على الاحتساب Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2015 1:32 pm من طرف نور الايمان

» Wase al Karam (Eng subs) | يوسف الأيوب - واسع الكرم | Yusuf al Ayoub
التربية على الاحتساب Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2015 1:15 pm من طرف نور الايمان

» ماهر زين انظر من حولك مترجم بدون موسيقى
التربية على الاحتساب Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2015 1:13 pm من طرف نور الايمان

» انت نور الله فجرا بدون موسيقى
التربية على الاحتساب Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2015 1:11 pm من طرف نور الايمان

» انشودة سامح انت الرابح ماهر زين | maher zain sameh anta rabeh
التربية على الاحتساب Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2015 1:03 pm من طرف نور الايمان

» أعمارنا أعمالنا ماهر زين
التربية على الاحتساب Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2015 1:01 pm من طرف نور الايمان

» قـــصــة رجــل عــجــوز في الفجر
التربية على الاحتساب Emptyالأحد يوليو 12, 2015 3:27 pm من طرف عبد الرحمن

»  قصة داود وما كان في أيامه
التربية على الاحتساب Emptyالأحد يوليو 12, 2015 3:26 pm من طرف عبد الرحمن

شات امه محمد
اضغط هنا لدخول الشات


ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث

 

 التربية على الاحتساب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
0000

0000


عدد المساهمات : 815
تاريخ التسجيل : 27/06/2012

التربية على الاحتساب Empty
مُساهمةموضوع: التربية على الاحتساب   التربية على الاحتساب Emptyالثلاثاء سبتمبر 11, 2012 9:47 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...

فلا يزال الصراع بين الحق والباطل مستمراً إلى يوم القيامة، وهذا من سنة الله عزوجل التي لاتتبدل ولا تتحول في خلقه ، " سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " الأحزاب: ٦٢
فحري علينا معاشر المسلمين أن نجدَّ في الأخذ بالأسباب التي وضعها الله لنا في الأرض من العمل بسننه عزوجل، فمع كثرت ما نرى من المنكرات التي تفشت في ديار المسلمين، نجد سنة "المدافعة" غائبة عن ذهن أهل الخير والصلاح، وهذه السنة ذكرها الله عزوجل في وسط آيات الجهاد،" الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"الحج: ٤٠
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "لولا أنه يدفع عن قوم بقوم، ويكشف شر أناس عن غيرهم، بما يخلقه ويقدره من الأسباب، لفسدت الأرض، وأهلك القوي الضعيف."[1]
"فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ" البقرة: ٢٥١
" ومن هنا كانت الفئة القليلة المؤمنة الواثقة بالله تغلب في النهاية وتنتصر. ذلك أنها تمثل إرادة الله العليا في دفع الفساد عن الأرض، وتمكين الصلاح في الحياة. إنها تنتصر لأنها تمثل غاية عليا تستحق الانتصار."[2]

إن التربية على الاحتساب هي تنشئة على سنة المدافعة والأخذ بالأسباب، وعمل لتحقق التوحيد .

سنقف مع التربية على الاحتساب عدة وقفات:

1. إن القيام بشعيرة الأمر والمعروف والنهي عن المنكر فريضة شرعية جاءت النصوص الشرعية بالأمر بها والترغيب فيها ، فهي تحتاج إلى "العلم" بأركانها وشروطها وكثير من فقهها، فأولى خطوات التربية على الاحتساب: هي تعلم العلم الشرعي، قال سفيان الثوري: لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كن فيه خصال ثلاث: رفيق بما يأمر، رفيق بما ينهى عدل بما يأمر، عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى.[3]
قَالَ شيخ الإِسْلام رحمة الله: لابد من العلم بالمعروف والْمُنْكَر والتمييز بينهما. الثاني أَنَّهُ لابد من العلم بحال المأمور والنهي، ومن الصلاح أن يأتي بالأَمْر والنهي بالصراط المستقيم وَهُوَ أقرب الطرق إلى حصول المقصود ولا بد من الرفق ولا بد أن يكون حليمًا صبورًا على الأَذَى فإنه لا بد أن يحصل لَهُ أذى فَإِنَّ لم يحلم ويصبر كَانَ مَا يفسد أَكْثَر مِمَّا يصلح فَلا بُدَّ مِنْ العلم والرفق والصبر، والعلم قبل الأَمْر والنهي، والرفق معه والصبر بعده.[4]

2. يجب أن نربي الشباب على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخل فيه الأحكام الفقهية وتختلف باختلاف الحال، فلا يقبل من أب –مثلاً- أن يأمر أو ينهى بقلبه، لأنه مسئول وراعٍ في بيته، كما جاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع سنين ، و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر سنين"[5] .
وقل مثل الأب الحاكم وولي أمر المسلمين، وقل مثله عن العالم الذي ينتظر الناس رأيه، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج وهو على المنبر، وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسي، يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه، ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم.[6]

3. إن الاحتساب والقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليست مختصة في جهة أو هيئة أو جماعة، بل هي واجب شرعي وفرض كفائي، كان أحمد بن محمد النوري إذا رأى منكرا، غيره، ولو كان فيه تلفه، نزل يوما، فرأى زورقا فيه ثلاثون دنا، فقال للملاح: ما هذا؟ قال: ما يلزمك؟ فألح عليه، فقال: أنت - والله - صوفي كثير الفضول، هذا خمر للمعتضد. قال: أعطني ذلك المدرى، فاغتاظ، وقال لأجيره: ناوله حتى أبصر ما يصنع. فأخذه، ونزل، فكسرها كلها غير دن، فأخذ، وأدخل إلى المعتضد، فقال: من أنت ويلك؟! قال: محتسب.قال: ومن ولاك الحسبة؟ قال: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين .[7]

4. يجب أن يربى الشباب على أن لا يخجلوا من هذه الفريضة ومن التذكير الناس بحق الله عزوجل وعدم الخجل من إظهار سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن التمسك بها ، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحقر أحدكم نفسه"؟ قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: "يرى أمراً لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عزوجل يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس. فيقول: فإياي أحق أن تخشى"[8]
قال يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية: ما رأيت أحدا أصفق وجهاً في ذات الله من سفيان[9]، يعني سفيان الثوري رحمه الله.
وإذا كان أهل الباطل لا يخجلون من باطلهم ، أيعقل أن نخجل نحن من الحق !!

5. إن تربية الشباب على الاحتساب هي تربية وتنشئة للمصلحين وإكثار لهم وهو سبب عدم هلاك هذه الأمة، كما جاء في قوله تعالى:" وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ" هود: ١١٧ ، وجاء في الحديث الصحيح أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخل على زينت بنت جحش فزعا يقول : ( لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر ما اقترب، فتح اليومَ من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ) . وحلق بإصبعه وبالتي تليها، فقالتْ زينب : فقُلْت : يا رسولَ اللهِ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال Sadنعم إذا كثر الخبث )[10]
وكان السلف الصالح لا يقبلون بحال أن يحدث المنكر وهم لايقومون بواجبهم الشرعي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جاء في ترجمة الصحابي الجليل هشام بن حكيم رضي الله اعنه قول الزهري: "كان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، فكان عمر إذا رأى منكرا، قال: أما ما عشت أنا وهشام بن حكيم، فلا يكون هذا" [11]

6. التربية على الاحتساب هي تربية للشباب أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم، قائمين بدورهم، حريصين على توجيه الناس وتعليمهم، مخلصين وصابرين على ذلك ، جاء في الحديث الصحيح: " المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم ، خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم "[12]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
0000

0000


عدد المساهمات : 815
تاريخ التسجيل : 27/06/2012

التربية على الاحتساب Empty
مُساهمةموضوع: 10 همسات في " فقه الاحتساب "   التربية على الاحتساب Emptyالثلاثاء سبتمبر 11, 2012 9:57 pm

مدخل :
كتبتُ موضوعاً سابقاً بعنوان \" تطبيع الاحتساب .. بينَ الحقيقةِ والمأمول \" ، وهوَ منشورٌ في موقعيْ صيدِ الفوائدِ وشبكةِ القلمِ الفكرية ، أشرتُ فيهِ إلى ضرورةِ تطبيع \" فقه الاحتساب \" وتثبيتهِ في قلوبِ طلبةِ العلمِ والدعاةِ قبلَ عامةِ الناس ؛ فكتبَ إليّ أحدُ الإخوةِ يسألُ عن فقهِ الاحتسابِ وماهيّتِه ، فأجبتهُ إجابةً سريعة حينها ، ثم إنّي رأيتُ أن أكتبَ عشرَ همساتٍ في هذا الشأن ، تذكيراً للعالمِ ، وتعليماً للجاهل ، وتنبيهاً للغافل ..

همساتٌ تقولُ بقولِ الله : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ .. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) .

همساتٌ تنادي : إنّ القيامَ بشعيرةِ الاحتساب لم يعُد بتلكَ البساطةِ والوضوح التي كانَ عليها المجتمعُ في الأمسِ القريب ، بل إنهُ أصبحَ من الضروريِّ والمهمِّ أن تكونَ عمليةُ الاِحتسابِ عمليةً مدروسةً منظّمة بقدرِ ما أصبحت فيهِ المنكراتُ الآن من تعقيدٍ ونفوذٍ في الحياةِ والمجتمع .

همساتٌ تُعلِن : إنّ عمليةَ الاِحتسابِ أصبحت علماً وفقهاً ينبغي دراستهُ وإتقانهُ بحكمةٍ وحِنكةٍ ووضوح ، حتى تؤتي ثمارها ، وتتحققَ الغايةُ من القيامِ بها ، ويحصلَ المقصودُ منَ الاحتسابِ والإنكار {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأعراف164 .

وإنِّي لأرى الشرفَ مترنِّماً متربِّعاً على مُحيّاكم ، فاللهمّ اِجعلهم خيراً مما أظنّ ..

الهمسةُ الأولى : يا أبناءَ الإسلام .. خذوها ربّانية : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110 ، ( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ *وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) (هود117,116) ، فالأمرُ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكرِ سببُ الخيرية ، ووسيلة النجاة من العذابِ الدنيويِّ والأخرويّ ، يقول سيد قطب – رحمه الله – في ظلاله : ( وبهذا تعلم أن دعاة الإصلاح المناهضون للطغيان والظلم والفساد هم صمام الأمان للأمم والشعوب ، وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين للخير والصلاح الواقفين للظلم والفساد ، إنهم لا يؤدون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب ، إنما هم يحولون بهذا دون أم مهم وغضب الله واستحقاق النكال والضياع ) .

الهمسةُ الثانية : إنّ العملَ بما يدعو إليهِ المحتسب ليسَ شرطاً للقيامِ بواجبِ الاِحتساب ، ومما يدلّ على هذا ما رواه الإمامان أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن ؟ فقال أبو هريرة رضي الله عنه : \" قلت : أنا يا رسول الله \". فأخذ بيدي , فعدَّ خمساً , وقال : \" اتق المحارم تكن أعبد الناس , وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس , وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً , وأحب للناس ما تحبّ لنفسك تكن مسلماً , ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب \".

ومما نجده في هذا الحديث الشريف أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يجعل العمل بما جاء في هذا الحديث شرطاً لتعليم ما جاء فيه ؛ بل قال عليه الصلاة والسلام : \" فيعمل بهن أو يعلّم من يعمل بهن\"..

كما ذكرَ الحافظ الذهبي – رحمه الله – في سيَرِ أعلامِ النبلاء : عن أبي وائل عن أبي الدرداء رضي الله عنه : \" إني لآمركم بالأمر وما أفعله , ولكن لعلَّ الله يأجرُني فيه \" , ولعلّ ترك أبي الدرداء رضي الله عنه ذلك كان لعذرٍ معقول .. والله تعالى أعلم .

ولكن مع هذا كلِّه؛ ينبغي أن يكونَ الإنسانُ مجتنباً ما ينهى الناسَ عنهُ ، ممتثلاً ما يؤمرُ الناسَ به ، حتى يكونَ ذلك أدعى للقبولِ والاِستجابة وتجنُّبِ سخطِ اللهِ تعالى وغضبِه .

الهمسةُ الثالثة : أيْ حُماةَ الثغور .. إن من فقهِ الاِحتسابِ وأدبِه : دعاءُ المحتسِبِ لِنفسِهِ وللمُحتسَبِ عليهم ، فالمحتسبُ هوَ أحوجُ ما يكونُ إلى تأييدِ اللهِ تعالى ونصرتِهِ وتوفيقِه ، ومن تأملّ تاريخَ الأنبياءِ وسيرتِهم تجلَّى لهُ ذلكَ وبدا ، { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ، { قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ } ، وأما دعاؤهُ للمحتَسَبِ عليهم؛ فهوَ لا يخلو من حالين :

- إما أن يكونوا مسلمين : فالدعاءُ لهم مشروعٌ ومندوب سواءٌ استجابوا أم لا ، ويكونُ أولى وأحقّ لمنِ أطاعَ واستجاب ، كما دعا النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ بالمغفرة للمحلِّقينَ والمقصِّرينَ في حجةِ الوداع ، وأما من لم يستجب من المسلمينَ وتعدّى على المحتسبينَ بضربٍ أو شتمٍ أو أذىً أو ظلم ، فإنّ للمحتسبِ حقَّ الدعاءِ عليهم ترخُّصاً بقول الله تعالى : { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا } .

- وإما أن يكونوا كفاراً غيرَ مسلمين : فقد وردَ أنًَّ النبيّ صلى الله عليهِ وسلم دعا لهم بالمغفرة ، كما صحّ من حديثِ عبد اللهِ بنِ مسعودٍ – رضيَ اللهُ عنه – قال : كأني أنظر إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ يحكي نبياً من الأنبياء ، ضربهُ قومهُ فأدموْه ، وهو يمسحُ الدم عن وجهه ويقول : ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) ، وقد ثبتَ أيضاً أن النبيَّ – صلى اللهُ عليهِ وسلم قد دعا عليهم ، كما وردَ في دعائهِ عليهم يوم الخندق ، فيما صحّ عن عليٍّ - رضي الله عنه - أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ( حبسُونا عن الصلاةِ الوسطى حتى غابت الشمس ، ملأ الله قبورهم وبيوتهم ، أو : أجوافهم نارا ) .

الهمسةُ الرابعة : إنّ من وسائلِ الإصلاحِ والاحتساب : اِلتفافُ المصلحينَ حولَ العلماءِ الربّانيين، وطلَبةِ العلمِ المُجدِّين ، والدعاةِ البارزين ، واستنهاضِ هِممهم ، وتقويةِ عزائمهم ، وتذكيرهمُ المستمِرّ باللهِ تعالى ، وبيانِ عِظَمِ مسؤوليتهم ، ومحاولةِ النزولِ بهم إلى الأسواقِ والملتقيات ، لإحياءِ شعيرةِ الاِحتساب ، كما كانَ يفعلُ شيخَ الاِسلامِ ابنِ تيميةَ – رحمه الله تعالى - .

الهمسةُ الخامسة : منَ الآدابِ التي ينبغي على المُحتسِبِ القيامُ بها .. مراعاةُ أحوالِ الناسِ في العلم ِ {حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } ، ومراعاتهم في المنزِلة { وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } ، ومراعاة لغة المجتمع التي يتخاطبُ معهم بها ، {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } .

الهمسةُ السادسة : من وسائلِ الاِحتساب .. متابعةُ المنكراتِ ؛ والسعيِ بالإنكارِ وقتَ حصولها قبلَ أن تتفشى في المجتمع وتنتشر بين الناس ، وكتابةُ الخطاباتِ والتقاريرِ عنها مباشرةً ؛ ثمّ رفعها للمسئولينَ وذوي الشأن ، ويكونُ ذلك بالاجتماعاتِ المتكررة واللقاءاتِ المتواصلة بينَ أهلِ الاحتساب ، ليكونَ ذلك أدعى للترتيبِ والتنظيمِ وعدمِ التفرُّدِ في الرأيِ واتِّخاذِ القرار .

الهمسةُ السابعة : إنّ الكلمةَ الهادِفة ، والعِبارةَ الليِّنة ، والجملةَ السهلةَ السلِسة ، أدعى لِقبولِ النصيحة ، وأجدرَ بالاِستجابةِ والاِبتعادِ عن ما يُنهى عنه ، لا سيّما إن خرجت من قلبٍ صادقٍ ناصحٍ مُخلِص، فحريٌ بالمحتسِبِ وقمِنٌ به أن يكونَ ممتثلاً هذهِ الأخلاق ومتأدِّباً بها .

الهمسةُ الثامنة : كما أنَّ حسنَ المعاملةِ وطيبَ الكلمةِ معَ المحتسَبِ عليهم مطلوب ؛ فإنَ الشِّدّة والقسوةَ والغلظة على المتكبِّرِ والمتغطرسِ والمتعالي مطلوبُ أيضاً ، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } التوبة73 ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة123 ، وقدِ استخدمَ النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلم الشِّدةَ واللِّين والرِّفقَ وضدّه في طريقِ دعوته ، فلا إفراطِ ولا تفريط .

الهمسةُ التاسعة : قد يلجأ المُحتسب – أحياناً – ويحتاج إلى التشهيرِ بصاحبِ المنكَرِ وفضحهِ علانية ، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة .. فقيل : منع ابن جميل .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : \" ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله ) ، فإذا وُجِدَ كاتباً في صحيفة أعلنَ الحربَ على اللهِ ورسوله ، أو متفيهقاً في قناةٍ فضائية يتشدَّقُ بالسخفِ والمُنكر ، أو مؤلٍّفاً ناشراً للسمومِ ، فإنهُ ينبغي فضحهُ والتشهيرُ به ، والإنكارُ عليهِ علانية .

الهمسةُ العاشرة : إنّ المشاركة في وسائلِ الإعلامِ المعاصرة \" صحف – مجلات – إذاعات – شاشات – مواقع وشبكات \" غدا واجباً من واجباتِ العصر ، وضرورةً من ضرورياتِ الحياة ، ووسيلةً من أهمِ الوسائلِ للمحتسبِ لِتبليغِ الرسالة ، والقيامِ بواجبِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكَر ، والوصولِ إلى فئاتٍ ربما يصعبُ الوصولُ إليها في غيرِ هذهِ المجالات ، فيا أيها العلماءُ وطلبةُ العلمِ والدعاة \" اِنفروا خِفافاً وثقالاً وجاهدوا في سبيلِ اللهِ بأموالِكم وأنفسِكم ذلكَ خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون \" ، ولا تتركوا هذهِ المجالاتِ لأهلِ الشرِّ والسوءِ يعبثون بها ، ويُضلِّلونَ على عبادِ اللهِ بما يُعرضُ فيها .

رسالة : \" حمايةُ الثغورِ العقديةِ والفكريةِ التي يُحاصرها الأعداءُ؛ خيرٌ من الترفِ العلمي، وأهمُ من تحقيقِ بعضِ المسائلِ الخلافيةِ التي يسوغُ الاجتهادُ فيها، وأفضلُ من نوافلِ العبادات، وهو ضربٌ من ضروبِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى \" .. الشيخ : إبراهيم الحقيل .

هذا مُجملُ الهمساتِ في \" فقهِ الاِحتساب \" ، لا أزعمُ أني أتيتُ بجديد ، أو أتيتُ على كاملِ الموضوع ، ولكنها مُقتضبةٌ مُختصرَةٌ يسيرة ، أسألُ اللهَ أن لا تكونَ سراجاً في شمس ، ولا مطراً في سبخة ، ولا جاريةً عندَ عنِّين ، وأن تكونَ لي ولا عليّ ، وأسألهُ أن ينفعَ ويرفعَ بها ، وأن تكونَ خالصةً لوجهه الكريم .. وبالله التوفيق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التربية على الاحتساب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى امة محمد عليه افضل الصلاة والسلام :: القسم الاسلامى-
انتقل الى: