0000
عدد المساهمات : 815 تاريخ التسجيل : 27/06/2012
| موضوع: مشاريعي وافكاري الدعوية الخاصة الأحد يوليو 29, 2012 3:16 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض أعمالي التي قمت بها في ولايتي نظراً لقلة الدعاة وانعدام الجمعيات الخيرية وبعضها قيد الإنشاء إن شاء الله(أسأل الله الإخلاص وما وضعتها إلا ليستفيد غيري ويعلم الله السر وأخفى).
طبعاَ بعد ما تخرجت من الثانوية من 3 سنوات جالسة في البيت بلا شغل ولا زوج للآن و أحاول أحفظ كتاب الله وكلما سمعت أن في فلانة جالسة في البيت فاضيه على طول أخذ رقمها أو أذهب عندها بنفسي لأجرها معي إلى المسجد لتحفظ معي ومع صاحبات الخير القرآن الكريم.
وكذلك أشارك مع صاحباتي بعض الأعمال الخيرية لأنه في ولايتي لا توجد جمعيات خيرية تشرف على أعمال الخير والاهتمام بالمساكين وغيره ,لله الحمد حالياَ نقوم ببعض الأعمال ,هذه منها : # جمع ملابس للفقراء بشرط تكون نظيفة ومكوية لكي نشعر المسكين بأهميته وإنما نرزق بضعائفنا.
# جمع تبرعات مالية لإنشاء أسرة تغسيل الميت في جميع الولايات القريبة منا لأنه عادة عندنا يغسل الميت في بيته وفي سرير أسفنجي عادي وليس في حانوتي والسرير الذي ننشئه حالياَ سرير نقال ينتقل من بيت لبيت.
# وكذلك نشر الإسلام بين العمال والشغالات لأنه لا يوجد عندنا مكاتب دعوية ,تواصلت مع الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام وطلبت منهم إرسال لي كتيبات وأشرطة للتعريف بالإسلام ب 8 لغات ومنتظرة وصولها قريباَ إن شاء الله تعالى. جزاهم الله خير الجزاء
# إقامة درس أسبوعي للشغالات المسلمات لتثقيفهن في دينهن حتى تنشرن العلم الصحيح عند رجوعهن لبلدهن.
# شراء سي دي ووضع فيه برنامج تعليم الصلاة الصحيحة ونشره بين الطلبة في المدارس لأني أرى الكثير هنا لا يدري ماذا يقول في صلاته ويستحي أن يسأل.
# وكذلك القيام بحملة للتركيز على السجناء نظراً لقلة الدعاة هنا وإيصال كتب وأشرطة لهم لأنا فتيات ولا يمكننا القيام بمحاضرات للرجال.
# كلما ذهب أحد للعمرة أعطيه مبلغاَ لشراء مطويات صفة الصلاة وأذكار الصباح والمساء وغيرها وأوزعها على طلاب المدارس في الولايات القريبة المنتشر فيها الجهل.
# كلما اشتريت كتاباً نافعاً أو شريط محاضرة أو قرآن أمرره على صاحباتي وقريباتي لتستفيد منه ولا يبقى في خزانتي حتى يبلى.
# اتفقت مع أكثر من10 من صاحباتي لأرسل لهن حديث صحيح إسبوعياً من كتاب رياض الصالحين لإمام النووي ،وهن ترسلنه لـ 10 أشخاص لنشر الأحاديث الصحيحة ، لأن الأحاديث الضعيفة والبدع منتشرة عندنا بكثرة.
# بعد كل فترة أطبع ورقة فيها أحاديث صحيحة لنشرها وقمع بعض البدع وأعلقها في المساجد وكذلك طبع ورقة فيها قائمة بالبضائع الأمريكية والشركات المساندة لإسرائيل للمقاطعة.بالرغم من أنها تمزق بعد يوم أو يومين لكن أستمر بتعليقها.(هدانا الله لسواء السبيل)
# وكذلك أملأ جوالي بأناشيد ومحاضرات وملاحظات جداً رائعة وصور فيها أحاديث وتذكرة بالله لأنشرها لصاحباتي وقريباتي في الاجتماعات, علماً أني لا أحب الأناشيد كثيراً لكني أحتفظ فيها وأجددها للواتي تركن الأغاني لتستبدلهن بالأناشيد.
# أما هذه ففكرة أمي الله يمتعها بالصحة والعافية وطولة العمر قولن آميـــن.. وهي جمع مبالغ مالية من الأصحاب والأقرباء وسداد فواتير من مهدد بقطع الماء والكهرباء عنه.
# كلما سنحت الفرصة أقوم بحملة جمع تبرعات لغزة وأرسلها لنقابة الأطباء.
# وسابقاَ قمت بجمع مصاحف مستعمله وبحالة جيدة وأرسلناها لجمعية تبليغ الإسلام وهي تشحنها للقبائل الأفريقية الداخلة في الإسلام حديثاً.
وكلما قلت قمت أو عملت فذلك بتوفيق من الله وحده وما أنا إلا امة فقيرة والله متفضل علينا ولولا الله ما حركت يد في خير ولا نطقت بخير .. فلله لكل الحمد والشكر والثناء..
قلبي يحترق يومياً ألماَ على الناس الغافلة كل واحد يهتم بنفسه وينسى غيره كل واحد نفسي نفسي مالي دخل بغيري.. من للكافر الذي يعيش بيننا كيف يدخل الإسلام ولم يهتم أحد بتعريفه بديننا العظيم ..من يطعم الجائع ويكسو العريان وينظر لأحوال المسلمين ويحزن لهم..ويبحث عن حل للقيام بالأمة.. من يحمل هم الإسلام إن لم نحمله نحن .. أتمنى أن ينتفع أحد بأعمالي ويعمل بها إلى يوم القيامة حتى أحصل على أجر.. ويااااااا رب تكون جميع أعمالي خالصةً لله وحده ولا يجعل لأحد حظاً. آميـــــن
لعل أحد يستفيد منها | |
|
0000
عدد المساهمات : 815 تاريخ التسجيل : 27/06/2012
| موضوع: أفكار دعوية في حقيبة مسافرة الأحد يوليو 29, 2012 3:22 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم دلالة الناس على خالقهم ، ودعوتهم إليه ؛ من أَشرف الأَعمال ، وأَرفع العبادات ، وأبرز مهام الأنبياء والمصلحين ، وأَخصّ خصائص الرسلِ أجمعين ، قال تعالى :{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }. [ سورة فصلت : 33 ]
وكل أحد مطالب أن يجتهد استطاعته وإمكاناته في تعريف الناس بخالقهم ، وبالغاية التي خُلقوا من أجلها ، بحسب ما يتاح له من وسائل دعوية ، ليعيش الناس في هناءة وسعادة واستقرار ، فيأتي يوم القيامة وقد رُصدت له جبال من حسنات ترتقي به في جنات رب العالمين ، وتسعده في دنياه بإذن الله ، { مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ }. [رواه مسلم ]
جاء في سبب هذا الحديث أنه :{ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : إِنِّى أُبْدِعَ بِى فَاحْمِلْنِى، فَقَالَ : مَا عِنْدِى ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ } . [رواه مسلم ]
والحديث فيه :{ فَضِيلَة الدَّلَالَة عَلَى الْخَيْر وَالتَّنْبِيه عَلَيْهِ ، وَالْمُسَاعَدَة لِفَاعِلِهِ ، وَفِيهِ : فَضِيلَة تَعْلِيم الْعِلْم وَوَظَائِف الْعِبَادَات }.[شرح النووي على مسلم رحمهما الله ]
إنني أخواتي الكريمات لستُ ممن يطالبكن بتحويل السفر إلى برامج عمل أخرى (قد) لا تتوافق مع السياحة ، والاستجمام المطلوبان في سفرك السياحي ، ولكنني أثق أن للدلالة على خالقك ومولاك أولوية قصوى في حياتك ، وأن دينك الحنيف قد انتشر بالسلوك الحسن الذي مارسه أتباعه ، بالدعوة بالقدوة، وبالتي هي أحسن من قِبَل التجار والمهاجرين .
والوسائل الدعوية كثيرة جداً ، أعرض خمساً منها لمناسبتها لكل أحد بإذن الله :-
1- الدعوة بالقدوة والسلوك الحسن :- لكل منا رسالة ينبغي له أن يقوم بها ، ويوصلها للآخرين على الوجه الأكمل ، والمسافر كذلك ينبغي له أن ينشر رسالة حين سفره ، رسالة للآخرين تُعَبِّرُ عن قيمه وأخلاقه ، رسالة ليست بالكلام فقط، بل بالسلوكيات والمنهج الذي يمارسه ويحافظ عليه .
إن مظهرك أختي الكريمة ، و مفرداتك ، وإيمانك بما تدعين إليه هم أول رُسُلٍ منكِ إلى قلوب من تدعينهن وتختلطين بهن ، فإن استطاعت رُسلُك الوصول إلى قلوب الأخريات ، كان تحقيق ما تريدين هيناً بحول الله وتوفيقه .
قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام وهو يدعو من معه في السجن إلى الله :{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }[سورة يوسف ] ، لنتأمل تلطفه معهم حيث جعلهم أصحاباً له في السجن بقوله ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ) ، ولم يقل ( يا مساجين ) أو كلمة نحوها ، مع أن سبب دخوله السجن ليس كسبب دخولهم .
إنَّ { الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ } [رواه البخاري ] ، فإن رافقتها القدوة الحسنة ، والابتسامة الحانية ، كان ذلك أعظم وأبلغ وسائل الدعوة ، فالتقليد والمحاكاة غريزة في كيان الإنسان، يجد في أهل الفضل والخير والمعروف مُثُلاً عُليا، ونبراساً يُهتدى به .
هذا الإمام أحمد رحمه الله يحضر درسه ( 5000 ) طالب ، منهم ( 500 ) يكتبون ، و(4500 ) يستمعون ، ويتعلمون من سَمته وخُلقه وأدبه ، فإن لغة الجسد أكثر تأثيراً من لغة اللسان ، فهي تمثل ( 55 % ) من التأثير ، في حين أن الصوت يمثل ( 38 % ) ، وتبقى الكلمات المنطوقة لتحتل ( 7 % ) فقط .
إن مستويات الفهم للحديث يتفاوت من شخص لآخر ، لكن الجميع يستوون أمام الرؤية ، وسلوك الفتاة أنموذج حي ، أبلغ من ألف خطبة رنَّانة ومحاضرة بليغة ، الأخريات ينظرن إلى حسن خلقها ، وطيب حديثها ، وجمال مظهرها ومخبرها ، وحسن تعاملها ، ومحافظتها على شرائع ربها . وإذا بحثت عن التقيّ وجدته --- رجلا يُصدّق قوله بفِعالِ تقول إحدى الأخوات : ( لم تكن والدتي كثيرة أمرٍ أو نهي ، لكن أفعالها تنطق بما تريد ، فما ذكرت أمراً إلا كانت هي أول من يسبق إليه ، و والله ما فَتحتُ عيناي من الليل ، إلا وأجد أمي تناجي ربها ، فتأصل في قلبي حب قيام الليل من فعل أمي ). [الدعوة بالقدوة الحسنة . أ.جوهرة اللحيد ]
2- توزيع شيء من البطاقات والكتيبات الدعوية الخفيفة : كُتيبات وبطاقات لا تتجاوز حجم الكف ، ككتاب حصن المسلم ، أو بطاقة أذكار ما بعد الصلاة ، أو تلك التي تتحدث عن الإيمان بالله ، و عظمة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، و بر الوالدين وصلة الرحم، ونحو ذلك ، بلغة أهل البلاد التي تزورينها ، تتركينها على مقعدك في المطعم أو في الحافلة أو في المنتزهات والاستراحات ، أو تهدينها إلى واحدة ممن تلتقينهن هنا أو هناك ، أو تجعلينها في استقبال الفندق ؛ قد ينير الله به قلب أَمَةٍ لم تكن في حسبانك ، فالكتاب من أهم وسائل الدعوة إلى الخير ، إذ أنه يخاطب العقل والعاطفة معاً.
3- زيارة الأماكن الخيرية والدعوية للشد من أزرهم : يمكن أن يتضمن البرنامج السياحي زيارة للمراكز الخيرية ، والجهات الدعوية ، فإن فيها خير ودعم لهم كبير ، وشد من أزرهم ، وإعانة لهم على الخير .
4- كوني مفتاح خير لمن معك : ينبغي استغلال كل مناسبة للدلالة على الخير لدى أهلك ومن معك ، فحين رؤية جمال خلق الله مثلاً يمكن استذكار شيء من الآيات الكريمات ، أو الأحاديث النبوية المتعلقة بالتفكر في مخلوقات الله ، وحين الدخول إلى قرية أو بلد يتم التذكير بالدعاء الوارد ، ونحو ذلك ، يقول صلى الله عليه وسلم : { فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر و ويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير }.[حديث حسن ، حديث رقم : ( 4108 ) في صحيح الجامع للألباني رحمه الله ]
5- المناصحة الفردية : وهي مخاطبة المدعو منفردا عن الناس إذا كانت المسألة تخصه ، ( أم محمد ) من السعودية فتاة تَتَّخذ من الحجاب الساتر شعاراً لها ، تقول : دخلتُ أحد المجمعات في إحدى الدول الأوربية ، ذهلتُ وأنا أرى بجواري امرأة في العقد الثالث من عمرها ، وقد كشفت عن معظم جسدها حتى أنَّك لا تفرِّق بينها وبين بعض الفتيات الكافرات المتحرِّرات ، الغريب أنها تتحدَّث العربية مع زميلة لها ، اقتربتُ منها ، وبابتسامة صادقة ، رحَّبتُ بها ودعوت ، وبعد حوار يسير تبين أنها من بلاد المسلمين ، ووالدها يأتي بهم كل صيف ، فيتركهم دون متابعة وعناية ، ليتفرَّغ هو لأعماله ، ذكَّرتها على انفراد بمن تكون، فرأيت التأثر بادياً على محياها، ووعدتني بأن تكون على خير بإذن الله .
و داعية مسلم شهير سكن مدينة ميونخ الألمانية ، وجد عند مدخل المدينة لوحة كبيرة مكتوب عليها بالألمانية ( أنت لا تعرف كفرات يوكوهاما ) ، فكانت الفكرة ! أقام هذا الداعية لوحة أخرى بجوار تلك اللوحة كتب عليها ( أنت لا تعرف الإسلام ، إن أردت معرفته فاتصل بنا على هاتف كذا وكذا ) وانهالت عليه الاتصالات من الألمان من كل حدب وصوب حتى أسلم على يده في سنة واحدة قرابة ألف ألماني ما بين رجل وامرأة ، وأقام مسجداً ومركزاً إسلامياً وداراً للتعليم.
وأخيراً: طوبى لمن يصدق فيها قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا ، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ}. [أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني رحمهما الله ] [/cent | |
|
0000
عدد المساهمات : 815 تاريخ التسجيل : 27/06/2012
| موضوع: زوجة الداعية.. الجندي المجهول الأحد يوليو 29, 2012 4:11 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فما أحوج الداعية إلى الله إلى زوجة تشاطره همومه، وتشاركه الرأي والمشورة، وتتجاوب مع اتجاه تفكيره لا ضده، فالزوجة تثق في رأي زوجها الداعي أو المربِّي الذي يعمل في حقل الدعوة ويعرف مكنون كثير من الأمور ولا يفصح عن كثير مما يعرف ويعاني، ولذا وجب على زوجته أن تؤيده وتدعمه، ولا تعارضه، وتدعو له، مشعرة إياه بالانسجام والتوافق والتأييد والثقة والمشاركة، وما أعظم الدعم الذي قدَّمته أمُّنا خديجة -رضي الله عنها- للنبي -صلى الله عليه وسلم- إذ رجع بعد نزول جبريل عليه في الغار يرجف فؤاده من هول ما رأى، فقال: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي)، وقال لخديجة: (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي). فانظر إلى موقف المرأة الصالحة الواعية الودود المحبَّة لزوجها، وكيف تُزيل ما ألَمَّ به من عناء وقلق، فتقول له في ثقة وحزم: "كَلا، وَالله مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ" (رواه البخاري). إن السيدة خديجة -رضي الله عنها- مثال حسن وقدوة رفيعة لزوجات الدعاة، فالداعية ليس كباقي الرجال الذين هم بعيدون عن أعباء الدعوة، ومن الصعب أن يكون مثلهم في كل شيء. إنه صاحب همٍّ ورسالةٍ: هَمٍّ على ضياع أمته وانتشار الفساد وزيادة شوكة أهله، وهمٍّ لما يصيب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من مؤامرات وظلم وجوع وإذلال، وما يصيب الدعاة منهم من تشريد وتضييق وتنكيل، وبعد ذلك هو صاحب رسالة واجبٌ عليه تبليغها للآخرين، وهذا الواجب يتطلب وقتًا طويلاً قد يأتي على حساب أوقات نومه وراحته، وأوقات زوجته وأبنائه، ويتطلب تضحية بالمال والوقت والدنيا بأسرها، وما دام ذلك في سبيل الله ومرضاته فلن يضيع الله الداعية ولا أهله ولا أولاده، قال تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا)(النساء:9). والداعية إلى الله إن أوتيت زوجته من الأخلاق والتقوى والجمال والحسب ما أوتيت؛ فإنه يحتاج مع ذلك إلى زوجة تدرك واجب الدعوة وأهميته، وتدرك تمامًا ما يقوم به الزوج، وما يتحمله من أعباء، وما يعانيه من مشاقٍّ وضغوط نفسية، فتقف إلى جانبه تُيسِّر له مهمته، وتعينه عليها، لا أن تقف عائقًا وشوكة في طريقه. إن المرأة الصالحة لها أثر في نجاح الداعي والدعوة، ويتضح ذلك من موقف خديجة -رضي الله عنها- وما قامت به من الوقوف بجانب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يواجه الوحي لأول مرة، ولا شكَّ أن الزوجة الصالحة المؤهَّلة لحمل مثل هذه الرسالة -رسالة دعم الزوج- لها دور عظيم في نجاح زوجها في مهمته في هذه الحياة، فالدعوة إلى الله تعالى هي أعظم أمر يتحمله البشر، فإذا وُفِّق الداعية لزوجة صالحة ذات كفاءة فإن ذلك من أهم عوامل نجاحه مع الآخرين، وصدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) (رواه مسلم) "مستفاد من السيرة النبوية للصلابي بتصرف". ولفهم الزوجة لدور زوجها ومكانته الدعوية أهميةٌ وضرورةٌ؛ حتى تعمل على التعاون مع زوجها، وتقديم الرأي السديد والمشورة المباركة له، ومن أبرز هذه المواقف موقف أم المؤمنين أم سلمة –رضي الله عنها- في التحلُّل من العمرة بعد صلح الحديبية، فلما فرغ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من قضية كتابة الصلح قال لأصحابه: (قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا)، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلمَّا لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة وهو محزون، فذكر لها ما لقي من الناس، فانظر كيف قامت أمُّنا أم سلمة بالتخفيف عنه ومواساته وعرض الأفكار عليه لحل الأزمة، فقالت أم سلمة: "يَا نَبِيَّ الله، أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ، ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ". فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه ودعا حالقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا (رواه البخاري)، وقد كان ذلك بمشورة المرأة الفاضلة ذات الفكرة الصائبة والرأي السديد. فالإسلام لا يفرِّق بين أن تأتي المشورة من رجل أو امرأة طالما أنها مشورة صائبة، ولا شك أيضًا أن هذا عين التكريم والاحترام والتقدير للمرأة التي يزعم أعداء الإسلام الحاقدين أن الإسلام غمطها حقها وتجاهل وجودها. المهم أن زوجة الداعية الواعية توفر سُبُل الراحة لزوجها، وتعينه على تجاوز العقبات؛ حتى يتمكَّن من خدمة الدين على الوجه الأكمل، فلا تحمِّله همومًا تافهة، ولا تشغله بأمور بسيطة، فهي قد تعكر عليه صفو تفكيره وتدبيره إذا شغلته بأمور تافهة. والزوجة التي تفهم دور زوجها وتعاونه هي زوجة مشارِكة له في العمل وفي الأجر والثواب، حتى وإن بدا بعض التقصير في حقها، لكنها شريكة لزوجها في الأجر والثواب والإصلاح -إن شاء الله- متى احتسَبَتْ وهيَّأت له الجو المناسب في منزله لاستجماع قوته وأفكاره، وشجَّعته وصبَّرته وقوَّت من عزيمته على المضي في دعوته ونشاطاته الخيرية، بل ليكن لكِ -يا زوجة الداعية- دور حقيقي في العمل لخدمة دين الله -عز وجل-؛ لتنافسي زوجك في الخدمة، وليتضاعف الأجر لذلك البيت المسلم.
يقول الدكتور محمد بن عبد الله الدويش -حفظه الله-: "يا من وفَّقك اللهُ أن تكوني زوجة لأحد الدعاة، خطيبًا كان، أو أستاذًا، أو محتسبًا؛ أستأذنك في أن أضع أمامك هذه الخواطر: أولاً: احمدي الله -عز وجل- أن تكوني زوجة لهذا الرجل الذي يعيش لأمته لا لنفسه، إنه يسافر ولكن قد يكون البديل زوجًا يسافر إلى حيث لا تأمنين عليه الخيانة، إنه منشغل لكن قد تكوني زوجة لمنشغل في جمع حطام الدنيا، وهو أحيانًا يسهر لساعة متأخرة، لكنه خير ممن يسهر في اللهو واللعب. ثانيًا: هل رأيت دُرَّة دون ثمن، أو ثمرة دون تضحية؟ فهي نعمة عظيمة عليك وعلى أولادك أن تُرزَقي مثل هذا الزوج الصالح، لكنك لابد أن تدفعي الثمن؛ فتفقديه كثيرًا، ويتأخر في تلبية بعض المطالب، ولكن كل هذه التضحيات تهون دون هذا الثمن، ودون أن تفوزي بشريك الحياة من هذا الصنف الفريد. ثالثًا: هل سمع زوجُك منك كلمة تأييد؟ أو رأى منك استبشارًا وتشجيعًا لما يقدِّم من جهد؟ أو تلقَّى نقدًا هادفًا بناء؟ أليس فقدانه لذلك تقصيرًا في حقِّه؟ أما أن يسمع النقد اللاذع: "كثرت مشاكلك، غبتَ عنا كثيرًا، لم تؤدِّ الطلبات، ضيعتَ أسرتك..."؛ فأعيذك بالله من ذلك. "كَلا وَالله مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ"، يا لها من كلمات رائعة سمعها -صلى الله عليه وسلم- من زوجه خديجة التي بُشِّرت ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، فأعطته دَفعةً، وزادته طمأنينة، وهو هو -صلى الله عليه وسلم-، فهلا سلكتِ طريقها، واقتديتِ بها؟ رابعًا: ألا ترين أن مثل هذا الزوج يستحق أن تعرضي عليه خدماتك، فتجمعي له النصوص، أو تُعدِّي المراجع، أو تطرحي عليه رأيًا مسدَّدًا، وإن عجزت عن ذلك فقولك له: "أي مساعدة أقدمها لك؟" يعطيه دَفعة أحوج ما يكون إليها.
أختي الفاضلة.. أُقدِّر أنك امرأة لك عواطفٌ، وتملكين مشاعرَ، وأمامك تطلُّعاتٌ، وأنت مع ذلك كله لا يمكن أن تتخلي عن بَشَرِيَّتك، ولكن حين تحوِّلي بيت زوجك إلى عشٍّ آمن ومهجع مستقر فأنت تختصرين عليه نصف الطريق؛ فهو بشرٌ يحتاج للسكن النفسي، يحتاج لمن يؤيده، يحتاج لمن يقف معه.
أختي الفاضلة.. تخيلي معي ذاك الداعية -الذي وفَّقه الله ونفع الأمة به- يعود إلى منزله فيُستقبل بالنقد اللاذع والتذمر والاتهام بالتفريط، أي عطاء سيقدمه؟ وأي نفسية تحكمه؟ ألا تُوافقين أن هذه الزوجة تُساهم من حيث لا تشعر في تأخير المسيرة وعرقلة الركب؟ ومع ذلك كله فلست أدعو الزوج للتقصير في حق زوجته وأهل بيته، ولكن الأمر تسديد ومقاربة". نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
| |
|