قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله -:
هجر القرآن أنواع :
أحدهما : هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .
والثاني : هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه , وإن قرأه وآمن به .
والثالث : هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين ,, وأن أدلته لفظية
لا تحصّل العلم.
والرابع : هجر تدبّره وتفهّمه ومعرفة ما أراد
المتكلم به منه .
والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي في جميع أمراض القلوب وأدوائها , فيطلب شفاء دائه من غيره ,
ويهجر التداوي به
وكل هذا داخل في قوله :
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } الفرقان 30
* أما طرق المعالجة أو الاستشفاء بالقرآن الكريم فنذكر منها ما يلي :-
أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا اشتكى وجعاً ، جَمَعَ كفَّيه وقرأ(قل هو الله أحد) والمعوذتين (قل أعوذ برب الفلق)
(قل أعوذ برب الناس) ثم نفث - بمعنى نفخ بلطف - في يديه ومسح بهما جسمه وخاصة موضع الوجع ، فلما مرض
مرض الموت واشتد عليه مرضه ، صارت عائشة رضي الله عنها تقرأ بهما وتنفث بهما في يَديِّ النبي عليه الصلاة
والسلام ثم تمسح بهما جسمه الشريف .
فقد روى الإمام مسلم عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض
أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات ، فلما مرض مرضه الذي مات فيه ، جعلت أنفث عليه وأمسح بيد نفسه لأنها كانت
أعظم بركة من يدي »
من اقوال الصحابة رضوان الله عليهم عن القران :
1- قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ينبغي لقارىء القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ،
وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبورعه إذا الناس يخلطون ،
وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخضوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون )
2- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
( كنا نحفظ العشر آيات فلا ننتقل إلى ما بعدها حتى نعمل بهن )
وروي عنه أنه حفظ سورة البقرة في تسع سنين وذلك ليس للانشغال عن الحفظ أو رداءة الفهم ولكن بسبب
التدقيق والتطبيق .
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( إنّا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهل علينا العمل به ،
وإنّ من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به )
قال عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما:
( لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن) .
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين)
قال عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (لقد عشنا دهرا طويلا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن
فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها ، وما ينبغي أن يقف عنده منها ،
ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين الفاتحة إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره
وما ينبغي أن يقف عنده منه ، ينثره نثر الدقل )
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لا تهذوا القرآن هذالشعر ولا تنثروه نثر الدقل - أي التمر الرديء وفي رواية الرمل -
قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة – أي الانتهاء من القراءة - )
اللهـم ارزقنـا حسـن تلاوتـه وحسـن تدبـره
والعمـل به واجعلـه حجـة لنـا لا علينـا آمـين .