نور الايمان
عدد المساهمات : 365 تاريخ التسجيل : 04/12/2012
| موضوع: كيف أصبر على أذى الناس ؟ الثلاثاء يناير 08, 2013 4:44 am | |
| كيف أصبر على أذى الناس ؟لا تحزن على ذلك فإنك مأجور على صبرك ،
سأل موسى ربه أن يكف ألسنة الناس عنه فقال الله عز وجل : يا موسى ما اتخذت ذلك لنفسي ، وإني أخلقهم وأرزقهم وإنهم يسبوني ويشتموني !!
إنك لن تستطيع أن تعتقل ألسنة البشر عن فرْي عرضك ،
ولكنك تستطيع أن تفعل الخير ، وتجتنب كلامهم ونقدهم .
يقول أحد أدباء الغرب : أفعل ما هو صحيحاً ثم أدر ظهرك لكل نقد سخيف . ومن الفوائد والتجارب : لا ترد على كلمة جارحة فيك ، أو مقولة أو قصيدة فإن الاحتمال دفن المعايب والحلم عز ، والصمت يقهر الأعداء ، قال الشاعر :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ***** فالناس أعداءٌ له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها ***** حسداً ومقتاً إنه لذميم
ويقول آخر :
وهم يحسدوني على موتي فوا أسفا **** حتى على الموت لا أخلو من الحسد
ويقول آخر :
وإذا الفتى بلغ السماء بمجده ***** كانت كأعداد النجوم عِداهُ ورموه عن قوس بكل عظيمة ***** لا يبلغون بما جنوه مداهُ كيف التصرف حيال أذى الناس ؟
الناس قد يؤذونك وخاصة بأقوالهم السيئة , فلا بد لك أن تعلم أن هذا الأذى يضرهم ولا يضرك ,إلا إذا شغلت نفسك بأقوالهم فعندها ستتضايق
وإن أهملتها فستكون مرتاحاً قال صلى الله عليه وسلم : أتدرون من المفلس ؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ,ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا , وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته , فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " رواه مسلم .
فإذن الذي يغتابني ويسبني ويتكلم علي هو في الحقيقة يعطيني من حسناته ويحسن إلي فجزاه الله خيراً . فإذا قال لك شخص كلاماً يؤذيك , فاتركه واذهب وهو الذي سيتضايق ويغتاظ ( قل موتوا بغيظكم ) وأما إذ أشغلت نفسك بهذا الكلام فستتضايق حتماً , وقد مر عمر بن عبدالعزيز في سوق المدينة فعثر في رجل فقال له الرجل : أعمى ؟ قال عمر : لا وقد أراد به الحارس – حارس عمر – فقال عمر : دعه سألني : أعمى قلت : لا .كيف أصبر على آذى الناس ....؟؟قال شيخ الإسلام ابنتيمية -رحمه الله
- أن يشهد أن الله -سبحانه وتعالى- خالق أفعال العباد؛ فانظر إلى الذي سلَّطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تسترِح من الهمِّ والغمِّ .
أن يشهد ذنوبه، وأنَّ الله إنما سلطهم عليه بذنبه،وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه، ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار؛فاعلم أنَّ مصيبته حقيقية، وإذا تاب واستغفر وقال هذا بذنوبي؛ صارت في حقِّه نعمة.
أن يشهد العبد حُسن الثواب الذي وعده الله لمن عفا وصَبر، كما قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌمِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى:
أن يعلم أنَّه ما انتقم أحدٌ قطُّ لنفسه إلا أورثه ذلك ذلًا يجده في نفسه، فإذا عفا؛ أعزه الله تعالى
وهذا مما أخبر به الصادق والمصدوق، حيث يقول: (ما زادالله عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا)، فالعزُّ الحاصل له بالعفو أحبُّ إليه وأنفع منالعزِّ الحاصل له بالانتقام، فإنَّ هذا عِزٌّ في الظاهر، وهو يُورِث في الباطن ذلًّا، والعفو ذلٌّ في الظاهر، وهو يُورِث العزَّ باطنًا وظاهرًا.
وهي من أعظم الفوائد: أن يشهد أنَّ الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالمٌ مذنب، وأن من عفا عن الناس؛ عفا الله عنه، ومن غَفَرلهم؛ غفر الله له
أن يعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسه بالانتقام وطلب المقابلة؛ ضاع عليه زمانه، وتفرَّق عليه قلبُه، وفاته من مصالحه ما لا يمكن استدراكه، ولعلَّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم،فإذا عفا وصفح؛ فرغَ قلبُه وجسمهُ لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام. أنه إن أوذي على ما فعله لله، أو على ما أُمِربه من طاعته، ونهي عنه من معصيته؛ وجب عليه الصبر، ولم يكن له الانتقام، فإنَّه قدأُوذِي في الله، فأجره على الله، فإنه من كان في الله تَلَفُهُ؛ كان على الله خَلَفُه.
أن يشهد معيَّة الله ومحبتهله إذا صبر، ومن كان الله معه؛ دفع عنه أنواع الأذى والمضرات ما لا يدفعه عنه أحد من خلقه، قال تعالى: {وَاصْبِرُواْ إِنَّاللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]، وقال تعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.
أن يعلم أنَّه إن صبر؛ فالله ناصره ولا بد؛ فالله وكيل من صبر، وأحال ظالمه على الله، ومن انتصر لنفسه؛ وكَلَهالله إلى نفسه، فكان هو الناصر لها، فأين من ناصِرُه الله خير الناصرين إلى منناصِرُه نفسه أعجز الناصرين وأضعفه؟
أنَّ من اعتاد الانتقام ولم يصبر؛ لا بد أن يقع في الظلم، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها، لا علما ولا إرادة، وربماعجزت عن الاقتصار على قدر الحق؛ فإن الغضب يخرُجُ بصاحبه إلى حدٍّ لا يعقل ما يقولويفعل، فبينما هو مظلوم ينتظر النَّصرَ والعزَّ، إذ انقلب ظالمًا ينتظر المقت والعقوبة.
أن هذه المظلمة التي ظُلِمها هي سببٌ لتكفير سيئته، أو رفع درجته، فإذا انتقم ولم يصبرلم تكن مكفِّرة لسيئته ولا رافعة لدرجته.
أنه إذا عفا عن خصمه؛استشعرت نفس خصمِه أنه فوقه، وأنه قد ربح عليه، فلا يزال يرى نفسه دونه، وكفى بهذ افضلًا وشرفًا للعفو.
المرجع: الوصية الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهالله-الصبر على أذى الناسقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "المُؤْمِنُ الذي يُخَالطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ على أذاهم, أعظم أَجَرًا مِن المُؤْمِنِ الذِّي لا يُخالط النَّاسَ ولا يصبر على أذاهم" (أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد والسيوطي. معناه: يشهد الواقع الذي نعيشه- نحن البشر- أن الإنسان بمفرده لا يستطيع أن يلبي كل مطالبه, ويوفر سائر احتياجاته, وأبسط مثال على ذلك: رغيف الخبز فإنه مع صغر حجمه لا يصل إلى الإنسان إلا بعد عمل عشرات, بل مئات من البشر, تعاونت على تجهيزه, وإعداده, وتقديمه, ومن زعم أنَّ بوسعه الاعتماد على نفسه في تحصيل هذا الرغيف- الصغير في حجمه, البسيط في مكوناته- فإنه سيموت, أو سيشرف على الموت قبل أن يحصل عليه, وإذا كانت حال الإنسان كذلك في أمر سهل هين كرغيف الخبز, فكيف لو كان مكلفًا من قِبل ربه:
- بأن يقيم دينه في نفسه, حتى توجد الشخصية الإسلامية الجامعة لكل خصال الخير, المتأبية على كل خصال الشر, المستأهلة لعون الله وتأييده ونصره ﴿بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾ (الزمر:66.
وأن يدعو غيره إليه بالحكمة والموعظة الحسنة, بحيث تستخلص العناصر الجيدة الصالحة, المستعدة للتضحية, والبذل, والفداء, فيكثر بها سواد المسلمين.
وأن يجاهد الكفار والمنافقين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجًا, بحيث تظل الراية الإلهية عالية خفاقة في العالمين, ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (التحريم:9
أن كل هذه التكاليف توجب وتحتم على الإنسان المسلم أن يعيش مع آخرين يعينونه, ويؤيدونه, ويؤازرونه في سبيل تحقيقها, وذلك ما نطق به الحديث الذي معنا الآن.. إذ فيه يخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- أن الذي يعيش مع الناس, ويتحمل أذاهم, أعظم أجرًا, وأكثر نفعًا, من ذلك الذي يعيش منفردًا مؤثرًا السلامة, والعافية.
أولاً: بعض النصوص الواردة في فضل مخالطة الناس والحث عليها.
يقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة:2)، ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بخير الناس؟ رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله, ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل معتزل في غنيمة له يؤدي حق الله فيها, ألا أخبركم بشر الناس؟ رجل يسأل بالله, ولا يعطي به" -أخرجه الترمذي والنسائي والدارمي ومالك . وسُئل صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: "مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله" قالوا: ثم من؟ قال: "مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله, ويدع الناس من شره" (أخرجه البخاري ومسلم والنسائي والإمام أحمد.
وجاء أن رجلاً مالت نفسه إلى العزلة, فسأل النبي- صلى الله عليه وسلم- عنها, فقال: "لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا, ألا تحبون أن يغفر الله لكم, ويدخلكم الجنة؟ اغزوا في سبيل الله..." (جزء من حديث أخرجه الترمذي
ثانيًا: بعض النصوص الواردة في العزلة وموقف العلماء منها:
هذا وقد وردت نصوص أخرى تُرغب في العزلة والبعد عن الناس مثل:
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب العبد التقي, الغني, الخفي" (أخرجه مسلم والإمام أحمد)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم, يتبع بها شغف الجبال, ومواقع القطر, يفر بدينه من الفتن" (أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة ومالك وأحمد)، وقوله: "من خير معاش الناس لهم .... رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف, أو بطن واد من هذه الأودية, يقيم الصلاة, ويؤتي الزكاة, ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير" (أخرجه مسلم وابن ماجة)، وقوله: "أمسك عليك لسانك, وليسعك بيتك, وابكِ على خطيئتك"...إلخ وبناءً على ذلك فقد اختلف العلماء: أيهما أفضل: العزلة أو الاختلاط؟ فذهب فريق: إلى أن العزلة أفضل, واستدلوا بالأحاديث الأخيرة التي ترغب في العزلة وترفع من شأنها.
وذهب جمهور العلماء: إلى أن الاختلاط أفضل بشروط: - سلامة الدين من الفتن. - وسلامة الناس منه ومن شره. - والصبر على أذى الناس وشرهم.
واستدلوا بالنصوص المذكورة أولاً, المبينة لفضل الخلطة, والحاضة عليها, وأجابوا عن النصوص الداعية إلى العزلة: بأنها محمولة على الاعتزال في زمن الفتن, والحروب, أو فيمن لا يسلم الناس منه, ولا يصبر عليهم, أو نحو ذلك من الخصوص.
والذي أميل إليه هو الرأي الثاني, فقد كان الأنبياء- صلوات الله عليهم- وجماهير الصحابة, والتابعين, والعلماء, والزهاد مختلطين, رجاء تحصيل منافع الاختلاط, كشهود الجمعة, والجماعة, والجنائز, وحلق الذكر, ودعوة الناس إلى المعروف, ونهيهم عن المنكر, والجهاد, والمشورة... إلخ. ويستفاد من هذا الحديث دعويًا وتربويًا ما يلي:
1- ضرورة الاختلاط بالناس, ولزوم الجماعة, شريطة ألا يؤدي ذلك إلى ضرر في الدين, أو في النفس, أو العِرْض, أو المال, أو النسل, سواء كان ذلك الضرر واقعًا عليه أو واقعًا منه, ويعين على الاختلاط: أ) معرفة الفوائد والمنافع التي تعود عليه من وراء الاختلاط ولزوم الجماعة. ب) وأنه أمر الله ورسوله, ومنهج السلف, وما عليه إلا أن يمتثل ويقتدي.
2- حمل النفس وتعويدها الصبر على أذى الناس, ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ (لقمان:17
3- جواز العزلة والبعد عن الناس إذا كثرت الفتن, وانتشر الشر والفساد, وعجز عن الإصلاح, بل وخاف على دينه, وعلى نفسه. | |
|
اميره المصريه Admin
عدد المساهمات : 615 تاريخ التسجيل : 27/06/2012
| موضوع: رد: كيف أصبر على أذى الناس ؟ الثلاثاء يناير 08, 2013 10:00 pm | |
| | |
|
نور الايمان
عدد المساهمات : 365 تاريخ التسجيل : 04/12/2012
| موضوع: رد: كيف أصبر على أذى الناس ؟ الخميس يناير 10, 2013 3:46 am | |
| | |
|